الدكتور عماد شحادة ۱۸ يناير، ۲۰۲۰
بطرس

سبب شك التلاميذ

إن سبب شك التلاميذ يتعلق إلى حد كبير بالمعنى خلف اجتماع المسيح معهم في الجليل. الواقع هو أن الاجتماع في الجليل كان مهمًا بالنسبة للرب. فعند العشاء الأخير مع تلاميذه أخبرهم قائلاً، ’’بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الجليل‘‘ (مت 26: 32). كما أنَّ الملاك أوصى المريمتين يوم أحد القيامة قائلًا، ’’وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا‘‘ (مت 28: 7). ثم كرر المسيح المــُقام الوصية نفسها للمريمتين قائلًا، ’’لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِــي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِــي‘‘ (مت 28: 10).

ما هو المهم في اللقاء في الجليل؟

إنَّ الجليل هو مكان معظم خدمة المسيح. وهو ترك الجليل لعدة أيام ليذهب إلى أورشليم، ويموت هناك ثم يقوم. وثم عاد إلى الجليل. إنَّ في عودته إلى مكان خدمته نفسه له عدة معاني:

  • إنَّ المسيح ليس في نهاية عمله، بل هو مستمرٌ بعمله.
  • إنَّ عمل المسيح سيمتد ليصير أيضًا من خلال أتباعه.
  • إنَّ اختبار المسيح في مواجهة الشر والألم والشيطان سيصير اختبار أتباعه، وقد يشمل الهجرة، والفراق، والفقر، والاضطهاد، والسخرية، والمقاومة، وربما الاستشهاد.
  • إنَّ ضخامة هذه الدعوة لمشاركة المسيح في مواجهة الشر والألم والشيطان هي أكبر مصدر للتقلقل والتردد وعدم اتخاذ القرار، أي أكبر مصدر لاختبار الشك.

المصدر: كتاب عماد شحاده، أيثق الله بك… أنك تثق به؟ الجزء الأول: الأخطاء الشائعة عن الشر والألم (بيروت، لبنان، دار منهل الحياة، ٢٠١٩)، والفصل الأول بعنوان ’’مشكلة الشك.‘‘