الدكتور عماد شحادة ۱۸ يناير، ۲۰۲۰
ألم

إنَّ الآلام التي يختبرها الإنسان متنوعة في مصدرها وفي طبيعتها وفي عمقها. فيواجه الإنسان آلام ناتجة عن الكوارث في الطبيعة، كالهزات الأرضية، والانهيارات، والفيضانات. مثلًا، كيف يمكن تفسير التسونامي عام ٢٠٠٤ في المحيط الهندي الذي قتل 250،000 نسمة والتسونامي عام ٢٠١١ في اليابان الذي دمر عدة مدن دفعة واحدة!

وهناك مآسي ناتجة عن خطية الإنسان، مثل الحروب، والإرهاب، والقتل، والظُلم، والتهجير، والتشريد، والفقر، والتعدي الجنسي، والطلاق، والخيانة. وهناك المصائب التي تبدو أنَّها وليدة الصُدفة، مثل المرض، والموت المبكِّر، وسقوط جسر، وحادث سير، وهبوط اقتصادي، إلخ…

إن عاش الإنسان مدة كافية، سوف يختبر أحد هذه الأنواع من الآلام أو كلها! وإن مات مبكرًا دون اختبار معظمها، سوف يسبب الألم لمن يتركهم خلفه! أو بكلام آخر، إن عاش الإنسان كفاية سوف يختبر تدريجيًا كل ما يختبره شخص محجوز في معسكر للتعذيب بوقت قصير. الفرق هو:

خسارة كل شيء بشكل تدريجي بدلًا من خسارته بشكل سريع. فإنَّ مستقبل كل إنسان مملوء بالموت!


المصدر: كتاب عماد شحاده، أيثق الله بك… أنك تثق به؟ الجزء الأول: الأخطاء الشائعة عن الشر والألم (بيروت، لبنان، دار منهل الحياة، ٢٠١٩)، في مقدمة السلسلة.